لماذا تغطي التلفزة الكورية الوشم؟
إذا كنت من متابعي التلفزيون الكوري، ربما لاحظت أنه في العديد من البرامج، يتم تغطية أو تشويش الوشم الذي يظهر على أجساد بعض الفنانين والمغنين. ربما تساءلت عن سبب هذا التصرف، خاصة مع شهرة هذه الأوشام بين العديد من الشخصيات العامة في كوريا الجنوبية. في هذا المقال، سنتعرف على الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة ونستكشف القيم الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على الإعلام الكوري.
الرقابة على وسائل الإعلام الكورية
في كوريا الجنوبية، تشهد وسائل الإعلام رقابة صارمة على المحتوى الذي يُعرض، وهذا يشمل العديد من العناصر التي تُعتبر غير مقبولة اجتماعيًا أو تُثير الجدل. واحدة من هذه العناصر هي الوشم. في الثقافة الكورية التقليدية، لا يُعتبر الوشم مظهرًا مقبولًا أو طبيعيًا، بل يُرتبط غالبًا بالصورة السلبية للأفراد الذين ينتمون إلى العصابات أو المجموعات المتمردة .
هذه النظرة السلبية جعلت الوشم يُنظر إليه كرمز اجتماعي لا يتوافق مع قيم المجتمع التقليدية.
الوشم في الثقافة الكورية
على الرغم من أن الوشم أصبح أكثر شيوعًا في كوريا الجنوبية في السنوات الأخيرة، إلا أن المجتمع الكوري لا يزال يحمل بعض التحفظات تجاهه. لا يزال الوشم يُعتبر أمرًا غير مرغوب فيه في بعض الأوساط المهنية والاجتماعية. في الماضي، كان يُعتقد أن الأشخاص الذين يحملون أوشامًا قد يكونون جزءًا من ثقافة العصابات أو يُظهرون سلوكًا متمردًا. لذلك، تعتقد وسائل الإعلام الكورية أنه من الأفضل تغطيته أو تشويشه لتجنب إثارة الجدل أو إحداث انطباع سلبي لدى الجمهور.
ما الذي يتم تشويشه في البرامج الكورية؟
إضافة إلى الوشم، هناك العديد من الأشياء التي يتم تشويشها أو تغطيتها في وسائل الإعلام الكورية، وذلك بهدف الحفاظ على معايير القيم الاجتماعية. من أبرز هذه العناصر:
الوشم: كما تم ذكره سابقًا، يُنظر إلى الوشم بشكل سلبي في كوريا، مما يجعل وسائل الإعلام تقوم بتغطية الأوشام أو تشويشها في كثير من الأحيان.
السجائر: يُعتبر التدخين سلوكًا غير صحي وغير مرغوب فيه، ولذلك يتم تشويش مشاهد التدخين لتجنب التأثير السلبي على الجمهور، خاصة الأطفال.
السكاكين: يتم أيضًا تشويش أو تغطية السكاكين في بعض البرامج، خاصة في المشاهد العنيفة، وذلك للحفاظ على حساسية المشاهدين تجاه العنف.
المحتوى الجنسي: أي مشهد يحتوي على محتوى جنسي يتم تقليصه أو تعديله بشكل كبير، وذلك لتجنب نشر سلوكيات غير لائقة للأطفال أو الشباب.
الدماء والمشاهد العنيفة: يتم تقليص المشاهد التي تحتوي على دماء أو عنف شديد، حيث تُعتبر هذه المشاهد غير مناسبة للمشاهدين في كوريا الجنوبية.
الثقافة اليابانية: في بعض الأحيان، يتم تعديل المحتوى الذي يعرض ثقافة يابانية، مثل الكيمونو أو الاحتفالات اليابانية الأخرى، وذلك لتفادي الخلط بين الثقافات في أذهان الأطفال، حيث يُمكن أن يُعتقد أنهم جزء من الثقافة الكورية.
تأثير هذه الرقابة على الإعلام الكوري
الرقابة على الوسائل الإعلامية في كوريا الجنوبية تهدف إلى الحفاظ على القيم الاجتماعية والعادات التقليدية. المجتمع الكوري لا يزال محافظًا في العديد من جوانبه، وتُعتبر وسائل الإعلام أداة رئيسية في نقل هذه القيم. الرقابة، على الرغم من أنها قد تبدو متشددة في بعض الأحيان، تعتبر وسيلة للحفاظ على "النقاء الاجتماعي" ومنع تطور سلوكيات قد تُعتبر غير لائقة أو غير مقبولة
